The Social Network -David Fincher (7/13)
“أنت لست وغداً يا مارك ، ولكنك تحاول جاهداً لتكون كذلك !” بهذه العبارة انتهى فيلم الشبكة الاجتماعية أو (the social network) من بطولة جيسي آسينبرج في دور مارك زوكربرج وأندرو جارفيلد في دور إدواردو سافيرين و جاستن تيمبرليك في دور شون باركر. الفيلم إنتاج عام 2010 عن طريق كولومبيا بيكتشرز و ريلاتيفيتي ميدا وهو عن قصة حقيقية ، قصة إنشاء أكبر موقع اجتماعي في التاريخ حتى وقتنا الحالي. الفيلم مليء بالتفاصيل الصغيرة والمهمة التي تهم أي متابع للأفلام الجيدة أو أي مهتم بأفلام قصص النجاح على المستوى المادي والتي قد تنتهي بالفشل الاجتماعي كما سنرى. الفيلم سريع الايقاع للغاية ومليئ بالكلام السريع من الشخصية الرئيسية مارك زوكربرج. يدور الفيلم عن طريق تواجد مارك زوكربرج وصديقه إدواردو سافيرين و الأخوين وينكلفوس في قاعة محكمة في قضية ثلاثية تدور أحداثها طوال الفيلم في مشاهد قصيرة وفلاش باك للاحداث في تناغم رائع وحرفية شديدة من المخرج.
مارك وصديقته إيريكا أولبرايت
يبدأ الفيلم بمشهد لمارك وصديقته إيريكا أولبرايت حيث يبدو التوتر واضحا في المشهد و يحاول مارك التحدث بمنقية ولكن طريقة كلامه السريعة و المنطقية لأبعد الحدود تتسبب في أن يخرج كلامه جارحا لصديقته بانتقاده لذكائها و ابدائه بعض الملاحظات الغير منطقية والتي تنم عن طريقة تفكيره الغير عاطفية والتي تتخذ منحنى منطق مبرمج الكمبيوتر عندما يتعامل مع الآلة. تسأل إيريكا مارك عن أسهل طريقة للدخول في نادي فينيكس في جامعة هارفارد التي يدرس بها كلاهما ولكن السؤال يستفز مارك حيث يعترض على كلمة أسهل ويبدأ جدل شديد بينهما حول الكلمة الأفضل بدلا عن الأسهل. تصاب إيريكا بالتوتر ويستمر مارك في الهجوم ثم يعود لطلب الطعام ولكن إيريكا قد قررت الانفصال عنه للأبد. يبدو أن مارك لا يعلم لماذا أصابها الغضب ويبدو متعجبا وتقوم إيريكا وتترك المكان.
أحداث سريعة وأداء استثنائي من جيسي آيسنبرج
يستمر جيسي آيسنبرج في أداءه الاستثنائي بمحاكاة شخصية مارك بكلامه السريع وكأنه آلة كمبيوتر في هيئة إنسان ويعود للمنزل غاضبا بدون أن تبدو عليه أي علامات للغضب. يدخل على مدونته ويبدأ في سب صديقته السابقة إيريكا عبر مدونته ويبدو كأنه يشعر بالرضا! في غرفة مارك في الجامعة يقابل رفيقه في الغرفة والذي يبدو منتشيا ويعرض على مارك فكرة إنشاء موقع لمقارنة الفتيات بحيوانات المزرعة ولكن مارك يقرر فكرة أكثر شرا، سينشئ الموقع ولكنه سيقارن الفتيات ببعضهم البعض ليثبت لصديقته القديمة أنها لا تساوي الكثير عند مقارنتها بالفتيات الأخريات. يقرر مارك اختراق سجل جامعة هارفارد للحصول على صور الطالبات المدعو ب (فيسبوك) وينتهي في وقت قليل من نشر الموقع الذي يبدأ في العمل في الساعة الثانية صباحا. يعجب الفتيان كثيرا بفكرة مقارنة الفتيات ويبدئون في ارسال رابط الموقع لبعضهم البعض وتحدث فوضى عارفة في أنحاء الجامعة. يبدأ جميع الشباب في الحديث عن مارك وتكرهه جميع الفتيات ولكنه أصبح مشهورا الآن. تقرر الجامعة إيقاف مارك عن الدراسة مدة 6 شهور عقابا له ولكنه يبدو سعيدا بالشهرة التي جناها.
هارفارد كونيكشن
الأخوان وينكلفوس
بعد انتشار صيت مارك يبدأ الأخوان وينكلفوس في البحث عنه لانشاء موقع خاص لهما لا يتم التسجيل عليه إلا من خلال بريد جامعة هارفارد الالكتروني ويقرران تسميته هارفارد كونيكشن. يعجب مارك بالفكرة ولكنه بعد فترة يقرر الاستحواذ عليها لنفسه ويقرر انشاء موقعه الخاص ذا فيسبوك بمشاركة صديقه ادواردو سافيرين حيث يحصل منه على التمويل المناسب للبدء في عمل الموقع. يعلم الأخوان وينكلفوس بنوايا مارك الشريرة وتجاهله للرد عليها رغم العديد من رسائل البريد الالكتروني التي أرسلاها إليه، يحاولان بشتى الطرق مطاردته حتى يصل الأمر بينها للقضاء في النهاية.
مارك زوكربرج و ادواردو سافيرين
يقرر مارك تجاهل الأخوين ويخفي الأمر على صديقه إدواردو سافيرين الذي يصاب بالذعر عند قراءته للانذار القضائي الذي تلقاه مارك ولكن مارك يطلب المزيد من المال من إدواردو. يبدأ الموقع بالعمل ويعجب به شباب هارفارد كثيرا ويبدأ في الانتشار ثم يقرر مارك لاحقا الانتشار في ثلاثة جامعات أخرى في الولايات المتحدة حيث تستمر فكرته في الانتشار ويعجب شباب الجامعة بالموقع. في هذه الأثناء يضيف مارك عدة خصائص للموقع مثل خاصية الحالة الاجتماعية و خاصية الحائط -ذا وول – حيث يمكنك الآن الكتابة على حائط صديقك في الحساب الخاص به وفي هذه الأثناء يحاول ادواردو سافيرين الحصول على بعض الجهات المعلنة على الموقع رغم اعتراض مارك على بدء الاعلانات في هذا الوقت ويفضل ادواردو في جولاته العديدة. في هذا الوقت يبدأ الصراع بين مارك زوكربرج وادواردو وخاصة بعد دخول شون باركر في الأحداث.
جاستن تيمبرليك في شخصية شون باركر على اليمين وإلى اليسار شون باركر الحقيقي
شون باركر لمن لا يعلم هو مؤسس موقع نابستر في السابق والمطارد من قبل العديد من شركات الموسيقى مما أدى إلى الحكم عليه بغرامة تقدر بمليار دولار وإشهاره إفلاسه. لا يعجب إدواردو بشخصية شون باركر حيث يرى أنه يتحدث كثيرا عن إنجازات وهمية و أنه مصاب بالبارانويا ولكن على النقيض يعجب به مارك ويقرر التعامل معه لتسويق الموقع دوليا. يتخلص مارك من ادواردو عن طريق ارساله في جولات تسويقية في نيويورك ويبدأ في العمل في كاليفورنيا عن طريق استئجار منزل وبعض المبرمجين للعمل على انشاء الموقع عن طريق الأموال التي منحها له ادواردو في حسابه. في هذه اللحظة يظهر شون باركر على الساحة مجددا ويستطيع هذه المرة باقناع مارك زوكربرج بمشاركته وأن يفيده بخبرته في المواقع الدولية والتخلص من صديقه ادواردو تماما ثم يضمر مارك الشر لادواردو ولكنه يتظاهر بعكس ذلك في الحقيقة. يحس ادواردو بالغدر فيقرر ايقاف الحساب الذي منحه لمارك ويستشيط مارك غضبا في هذه اللحظة ويخبره إدواردو يائسا أنه أراد أن يحصل على اهتمامه وأنه لا يريد شون باركر في الشركة.
ثمن المال الصداقة ! نهاية الأحداث والحكم التاريخي
يستمر فيسبوك في النمو ويستطيع شون باركر الحصول على تمويل من عدة جهات استثمارية بقيمة ملايين الدولارات وينشئ مع مارك المبنى الجديد في كاليفورنيا. يدعو مارك ادواردو لتوقيع بعض الأوراق في مقر الشركة الجديد ويدعي أنها لتنظم العمل في الشركة الجديدة و لكن محامي الشركة يقومون بخداع ادواردو عن طريق تثبيت قيمة الأسهم التي تحصل عليها مع زيادة أسهم المستشثمرين الآخرين تدريجيا ويبتلع ادواردو الطعم بسذاكة لثقته في محامي الشركة ومارك. يقوم مارك بدعوة ادواردو لحفلة المليون مستخدم لفيسبوك حيث يطل المحامي من شون القيام بالتوقيع على بعض الأوراق الأخرى وحينها يكتشف ادواردو الخديعة التي تعرض لها وبأن قيمة أسهمه في الشركة انخفضت من 30% إلى 0.03% ويصيبه الغضب ويبدأ في الصراخ بوجه مارك الذي يبدو غير مبالي على الاطلاق ويبدأ شون باركر في استفزاز ادواردو فيقرر ادواردو رفع دعوى قضائية ضد مارك. ينتهي الفيلم بحجز الحكم للمراجعة وفي هذه الأثناء تحاول المحامية الشابة مارلن ديلبي التحدث لمارك وتعرض عليه أن يأكل بعض السلطة ولكنه يبدو مهتما بالفيسبوك عن طريق اللابتوب الخاص به. تسأله ماذا يفعل فيقول أتابع أداء فيسبوك في البوسنة. تتعجب مارلن كثيرا وتقول: لا يمتلكون الطرق هناك ولكن يمتلكون فيسبوك. ثم قبل أن تغادر تقول لمارك: أن لست وغدا يا مارك ولكنك تحاول جاهدا أن تكون كذلك!. ينتهي الفيلم بمشهد لمارك وهو يبعث بطلب صداقة لصديقته القيدمة ايريكا أولبرايت على فيسبوك ويقوم بتحديث الصفحة كل خمس ثواني في انتظار الرد وينتهي الفيلم ولا نعرف الاجابة. يتحصل مارك على حكم قضائي لصالح الأخوين وينكلفوس بتعويض بقيمة 50 مليون دولار وتعويض آخر غير معلوم لادواردو سافيرين بقيمة قدرت ب500 مليون دولار في هذا الحين. يطرح الفيلم عدة قضايا جدلية للنقاش مثل خسارة الصداقة والحب مقابل المال وهل يستطيع المال استرجاع الحب؟. خسر مارك الكثير في حياته الاجتماعية وربح فيسبوك ولكن هل يستطيع فيسبوك الآن أن يعيد ما خسر. تبدو الاجابة حائرة في عالم المال والفضاء السيبراني ولا يبدو أن مارك استطاع استرجاع أي منهما.